![]() |
بعامٍ مضَى في حِرابٍ، لِجَوْرٍ
وعَسْفٍ بـِ"غَزَّهْ"، تَخَطَّى اغْتِرابي،
أَراني وقَدْ أَتْعَسَتْني كُرُوبٌ
بِما غَمَّني من تَناسِي اكْتِئابي:
إباداتُ شَعْبٍ تَتالَتْ بأرضٍ،
حِزانِي تفَشّتْ، بحُكْم انتِسابي
لفُرسانَ أَمْسَوْا حُماةً لِحِصْنٍ
ومَثْوَى لأمٍّ، ترجَّتْ إيابي
لِصَحْراءَ تَرْوي بُطولاتِ أُسْدٍ
كرَجْعٍ صَدَاها، يُجاري خِطابي
بقَوْلٍ سليمٍ...يُنادِي بسِلْمٍ،
بذِكْرٍ إذا ما أُبارِي صِحابي
سِجالاً لشِعْرٍ، لمَجْدٍ بفَخْرٍ
وقد كان ذا جَذْوَةٍ في شَبابي
بتطريزِ قَوْلٍ، يُضاهِي نِزالي:
وإنّي جَسُورٌ، ضَلالٌ غِيابي...
وفي مَوْطِني نَخْوَةٌ، والْتِزامٌ
بِصَدّ الأعادي لأَحمي تُرابي
بسِلْمٍ وحرْبٍ، فيَغْدُو سَلامًا
وأَمْنًا إلى مَنْ مَشى في رِكابي...
فلا حَمْيُ أرضي يكونُ مُريبًا،
ويُنْسِي ضَمانَ الحُقوقِ، تَغَابِي...
وما كان تحْريرُ أوطانَ غُبْنٌ،
فَفي حَقِّنا ما تَرانا نُحَابي...
وها قد شَهِدْنا بعامٍ جَديدِ
تَعافٍ، فخَفِّفْ إلاهي مُصابي!
أنَصْبُو لغوْثٍ يُجْزِي نِدائي
لِأُرضي ضَميري: لأُسْمِعْ جَوابي:
فهذهِ أَرْضِي وفيها مُقامِي
فَلاَ مِنْ نُزوحٍ ولاَ لِذَهابِي!
مِنَ العُربِ أَصْلِي، لأرفَعْ ذِراعي!!!
فما خِفتُ يومًا.... ولا مِنْ عِتابي!
الشّاعر الصّادق الهلالي.